بعد ثورة 25 يناير الجليلة.. اللى بفتخر أني شاركت فيها.. واللى برضو لغاية دلوقتي محققتش أي إنجازات تُذكر سوي تغيير وجه النظام الحاكم المكشوف القبيح.. إلي وجه أخر مستتر بقناع الحنية الزايدة وبيخفي نفس قسمات وملامح اللي سبقه.. ده غير الدوشة والزحمة الإعلامية اللي بقينا فيها.. وبرامج التوك الشوك اللا نهائية وكأن الكلام مش بيخلص.. وكله عمال يلت ويعجن في نفس اللبانة اللي كانت في الأول مسكرة وجميلة.. لكن دلوقتي خلاص السكر بتاعها راح وبقت مملة ومش جايبه غير وجع الدماغ والصداع.. وكله مهتم مين اللي هيحكم ومين اللي هيقطع التورتاية.. ومين اللي هياخد الحتة اللي فيها الكرزاية.. وهكذا.. ومحدش مهتم بالبلد رايحة فين ولا جاية من اين.. المهم أنها موجودة ومش هتطير..
إنما يطلع بني آدم واحد يتكلم عن تغيير أخلاق الشعب مفيش.. واحد يقول كلمة حق ويتكلم عن أن الفساد بقي في كل البني آدمين خاصة موظفي الهيئات الحكومية.. وأن مش محاسبة الروس الكبيرة بس هي اللي هتخلي البلد فلة.. لأن الأخطبوبط راسه كبيرة لكن رجليه طويله وكثيرة وهي اللي بتأذى بجد.. وأنه لو حتي نزل ملاك من السما يحكم المصريين هيكفر ويقول أروح جهنم أرحم..
وبعيد عن كل اللت والعجن ده برضو.. أنا قررت مكونش من النظام القديم.. وأغير وأبقي 24 نظام من الجديد.. ونزلت أشارك بصورة إيجابية في الثورة اللي لسه مستمرة.. وأعلن عضويتي في حزب الكرامة.. وطبعا روحت الشهر العقاري.. وياريتني ما كنت روحت ولا فكرت أغير النظام.. لأني واخده عهد علي نفسي أنى مدخلش أي مصلحة حكومية إلا لضرورة ملحة تتوقف عليها حياتي.. زي تجديد البطاقة مثلا أو إستخراج رخصة السواقة.. إنما الإنضمام إلي حزب والمشاركة الفعالة مكنتش ضمن أولوياتي قبل الثورة.. ومكنتش ضرورة ملحة.. إنما لما حسيت اليومين دول بضرورة المشاركة حسيتها حاجة ملحة ولازم أتخلي عن مبدأي وأدخل مصلحة حكومية.. واليوم أعلنها مش هدخل تاني إلا لو عايزة أستخرج شهادة وفاتي.. ومظنش أني أنا اللي هحتاجها إنما الورثة من بعدي هما اللي هيضطروا يروحوا يطلعوهالي مع إعلام الوراثة.. عشان يورثوا ممتلكاتي..
ساعتين عذاب ونضال مش عشان أعمل التوكيل وأوثقه.. لأ.. عشان ألاقي حد يرد علي سؤالي هو مين الموظف المختص.. ولحظي العاثر أنا وعشرات المواطنين اللي زي.. واللي روحوا بخيبة الأمل بعد ساعات طويلة ضاعت هباءا.. فأن المسئولين فى الشهر العقاري اللي انا روحته 3 ستات.. ده غير أن كل الموظفين اللى هناك مصابين بالبلادة والبلاهة والطرش الأزلي والتناحة اللا متناهية بالإضافة إلي شوية غلاسة ورخامة ولا آدمية مغلفة بصوت عالي كالنعير بالظبط مع قلة أدب.. عشان تدينا التركيبة النهائية موظف بالهيئة الحكومية..
ورجوعا للسؤال عن الموظف المختص إضطرت للتجول في الأروقة والحجرات مش أقل من 20 مرة.. ونزول السلم وطلوعه مرتين تلاتة.. وفي الأخر معرفتش الإجابة علي سؤالي.. وروحت وأنا بضرب كف علي كف من صعوبة السؤال إللي أصعب من أسئلة الثانوية العامة.. وأن مصلحة الشهر العقارى بحالها مفيهاش موظف واحد يعرف العقود بتتوثق من اين وازاى.. ده غير عشرات المواطنين اللي كانت حالتهم زي مع إختلاف العقود اللي هما عايزين يوثقوها.. لدرجة أن رجال في أعمار كبيرة كانوا بيبكوا عشان بس حد يرد عليهم رد ميطلعهمش وينزلهم السلالم ألف مرة..
احنا محتاجين ثورة تغير الشعب.. ومش تغيره بالمعني المعنوي اللطيف اللي كل الرومانسيين اللي بيطلعوا علي الشاشة اليومين دول بيقولوه وأن الشعب كان مقهور ولازم حد يجي يدلعه بقي.. في دعاية إنتخابية ليه.. لأن مصر محتاجة تغيير جذرى يعني بشر غير البشر.. ولا أظن أن تدليع المصريين هيخليهم أفضل.. بالعكس تدليلهم هيفسد حبة الحاجات العدلة القليلة اللي في طريقها للإنقراض.. أحنا شعب محتاجين فرعون وزمن السخرة عشان نعمل حاجة عدلة.. وزى ما سمعت جملة عجبتني جدا وتسببت في مشاجرة كبيرة بيني وبين إحدي الزميلات في موقع الشروق.. وهي "أحنا شعب مينفعش يعمل حاجة عدلة ومحترمة غير بالسخرة.. أحنا بنينا الأهرامات بالسخرة.. وحفرنا قناة السويس بالسخرة.. ومن بعدها معملناش حاجة عدلة تانية العالم كله يتكلم عنها..".. وأظن أن صاحب الجملة دي محق جدا.. أحنا لما بنحب نسوق لمصر ونعمل إعلانات أو نعيش الدور.. لازم نتكلم عن حضارة الأهرامات وأد ايه احنا شعب عظيم عشان بنيناها.. ولما بنقول أننا بلد ذو موقع إستراتيجي جذب أنظار العالم والمحتلين بنتكلم عن قناة السويس.. وهنا بتنتهي كل عناصر تسويقنا لمصر وللمصريين.. وده معناة أننا فعلا محتاجين سخرة عشان نعمل حاجة جديدة نفتخر بيها ونسوق بيها مصر في صورة مختلفة شوية.. بدل ما بقالنا سنين طويلة عايشين علي قفا إنجازات أصحابها ماتوا وأنقرضوا..
وفي النهاية في كذا سؤال محيرني جدا ونفسي أعرف إجابتهم..
توثيق العقود في مصر منين..؟؟
موظفين الشهر العقاري بيشتغلوا ايه.. وبيروحوا الصبح يعملوا ايه.. وبيقبضوا مرتب ليه..؟؟
مين اللي بيدفع للمواطنين ثمن علاج الضغط والسكر والشلل وحرقة الدم اللي بيصابوا بيها بعد محاولة فاشلة لإنهاء أوراق من المصالح الحكومية...؟؟
أزاى الرجل المصري بتاع كله ويقدر يعمل أي حاجة خاصة الحاجات الوحشة وهو في أحلك الظروف.. يعنى أزاى مواطن متبهدل في المصلحة الحكومية وورقه مخلصش وليه نفس يعاكس.. وأزاى رجل مسن ماشي علي عكاز وطالع عينه عشان يخلص ورق وبرضو ليه نفس يعاكس أكتر من مرة..؟
ورجاءا ياريت ياريت نوقف تعينات الستات في المصالح الحكومية رحمة ورأفة بالمواطنين.. ونطلع كل الموجودات حاليا معاش مبكر أي أن كان عمرها.. ومن غير مكافأة نهاية الخدمة..
0 التعليقات:
إرسال تعليق